روائع مختارة | واحة الأسرة | قضايا ومشكلات أسرية | علاج الخلل السلوكي للطلاب.. بين البيت والمدرسة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > قضايا ومشكلات أسرية > علاج الخلل السلوكي للطلاب.. بين البيت والمدرسة


  علاج الخلل السلوكي للطلاب.. بين البيت والمدرسة
     عدد مرات المشاهدة: 3305        عدد مرات الإرسال: 0

انتقال الأطفال من عام دراسي لعام آخر، وانتقالهم أحيانًا من مدرسة إلى أخرى، يسبب في كثير من الحالات أجواء من المشكلات النفسية والاضطرابات العاطفية وصعوبات تواجه العملية التعليمية.

ويتسبب ذلك بدوره في ضعف إحساس الطفل بذاته وقلة ثقته بنفسه، ومن ثم فإن المدرسة يقع عليها عبء كبير في مساندة الطفل لكي يستعيد اتزانه النفسي ويواصل رحلته نحو تحقيق النجاح وأن يكون مواطنًا صالحًا في المجتمع.

عندما يذهب الأطفال إلى المدرسة فإنهم يواجهون معايير جديدة مختلفة للحكم على السلوك ويجدون أنفسهم في مواجهة مع توقعات المعلمين ويتعرضون لضغوط اجتماعية من أجل الوصول إلى حالة من التوافق مع بقية التلاميذ.

وقد يعاني بعض التلاميذ من مشكلات في التكيف مع البيئة الجديدة وتظهر تداعيات عدم التكيف من خلال السلوكيات مع بقية الأطفال.

ويزداد الأمر حساسية مع الأطفال الذين يكونون قد عانوا من أزمات في المنزل بسبب أوضاع عائلية معينة أو أساليب تربية غير سليمة، والأطفال الذين ينحدرون من خلفيات ثقافية مختلفة لأسرهم قد يكون التحدي معهم أكبر أمام إدراة المدرسة.

لابد أن يعمل الجميع بروح الفريق بحيث يشارك استشاريون وأخصائيون توفرهم إدارة المدرسة مع المعلمين من جهة ثانية.

وكذلك أولياء الأمور من جهة ثالثة وحتى العاملين والموظفين في مختلف أقسام المدرسة من أجل تسهيل عملية دمج هؤلاء الطلاب الذين يعانون من عدم قدرة على التكيف أو يتعرضون لمضايقات من جانب تلاميذ آخرين في الصف الدراسي، أو الطلاب الذين يأتون من بيئات أخرى مختلفة.

الوسائل التربوية لمساعدة الطفل:

ومن أهم الإستراتيجيات التي يمكن من خلالها مساعدة الأطفال في المدرسة على تغلب هذه الضغوط والاضطرابات الناشئة عن عدم التعامل السليم معهم وفق خلفياتهم وظروفهم الخاصة سواء من جانب زملائهم أو ربما في بعض الحالات من جانب المعلمين أنفسهم:

1ـ من المهم للغاية أن يكون لكل مدرسة منهج تربوي ومنهج تعليمي واضح ومعلن بحيث يمكن تضمينه في كتاب ثم يتم توزيعه على أولياء الأمور والمعلمين على حد سواء، لأن هذا الإجراء يضمن وجود حالة من الاتساق والتوزان في العلاقات التي يدخل فيها الطالب.

كما أن أولياء الأمور يكونون على إدراك بتعليمات المدرسة وسياساتها والإستراتيجية التي تتبناها وحدود الأنشطة الدراسية ومعايير التواصل الاجتماعي وغير ذلك.

2ـ يمكن لأولياء الأمور الدخول على مختلف مواقع الإنترنت لمعرفة كيفية الإجراءات والأساليب التي يمكن من خلالها دعم أبنائهم عندما يتعرضون إلى مضايقات قد تصل إلى حد الصدمات والاضطهاد من جانب طلاب آخرين في المدرسة أو معلمين.

3ـ الجولات الميدانية التي يقوم بها أولياء الأمور للمدرسة يكون لها تأثير كبير في إكساب أطفالهم ثقة أكبر بالنفس في التعامل مع المدرسة ككيان مستقل.

كما أن هذه الزيارات تعطي رسالة غير مباشرة لكل من يمكن أن يتصور أن بإمكانه اضطهاد بعض الطلاب أو التضييق عليهم تتمثل في أن هؤلاء الطلاب لهم عائلات تهتم بهم وتحرص على مصلحتهم بل ويقوم أفرادها بزيارة المدرسة وهو ما يعطي نوعًا من الحصانة لهؤلاء الطلاب.

4ـ حرص إدارة المدرسة على وجود طلاب متميزين مثاليين من المتخرجين من المدرسة لكي يقوموا بعمل حلقات نقاشية أو مؤتمرات.

ولو أن يتم ذلك على فترات، يساهم في خلق جسور التواصل بين الطلاب المضطهدين أو غير القادرين على التكيف مع الواقع في الحياة المدرسية وغيرهم من الطلاب ومع إدارة المدرسة والمعلمين.

5ـ من الأمور المهمة كذلك في هذا المجال أن يحرص الأخصائيون الاجتماعيون في المدرسة على التواصل مع الطلاب.

وإزالة أية حواجز نفسية تكون مانعًا أمام لجوء الطلاب الذين يشعرون بمضايقات أو بعدم قدرة على التكيف لهؤلاء المختصين وعرض المشكلات التي يعانون منها تمهيدًا لحلها.

6ـ يجب على الوالدين تحفيز أبناءهم على الصراحة التامة في الحديث عن كل ما يتعرضون له خلال اليوم المدرسي، وألا يشعروا بأي حرج أو خوف فيما يتعلق بالحديث عن مضايقات أو استفزازات قد يواجهونها من قبل الطلاب الآخرين أو المعلمين.

تأثير سوء المعاملة في المدرسة والمنزل:

ومن المؤكد أن المعاملة السيئة من قبل بعض المدرسين والتربويين تتسبب في نشوء مشكلات سلوكية لدى الطلاب كما تؤدي إلى ظهور المشاكل النفسية التي تؤثر على شخصية الطالب وتصرفاته.

وتعتبر المشاكل السلوكية من أكثر المشاكل انتشارا بين الطلاب ومن المشاكل التي لا تلقى أي اهتمام لعلاجها أو معرفة أسبابها.

ويحذر الخبراء والمختصون من التقليل من ثقة الطالب بنفسه من خلال منعه من الكلام أو إبداء رأيه في أمر معين بسبب صغر سنه.

ويشيرون إلى خطورة المشاكل الاجتماعية الأسرية على سلوك الطفل كطلاق الوالدين أو وفاتهما أو انفصالهما حيث أثبتت الدراسات أن أغلب الأطفال الذين يعانون من مشاكل سلوكية تنتج عن انفصال الوالدين أو غياب أحدهما.

وتعد المشاكل السلوكية لدى الأطفال جزءًا من المشاكل النفسية لدى الأهل كوجود عقدة النقص لدى الوالدين أو الشعور بالإحباط والفشل.

ومعاناة أحد الوالدين من مرض نفسي كالفصام أو الاكتئاب أو القلق أو الخوف والوسواس القهري والشك المرضي، وكل ذلك يؤثر على سلوك الطفل الذي يتأثر بأقل الأخطاء إضافة إلى الضغوط النفسية التي يعانيها الطفل.

أبعاد المشكلات النفسية للأطفال:

ومن بين الأضرار التي تنتج عن المشكلات النفسية لدى الطفل تولد مشاعر وانفعالات قد تتطور إلى علل قوية مثل الحقد وانعدام الثقة بالنفس والقلق والوسواس القهري والاكتئاب والهستيريا.

كما تلقي المشكلات النفسية بظلال كثيفة على الحياة الاجتماعية، وتؤدي إلى صعوبات تعليمية، بالإضافة إلى المشاكل الصحية التي قد تصيب الطفل كتشوهات في الأسنان أو قروح في الجلد.

وتوجد العديد من الوسائل العلاجية للمشكلات السلوكية للأطفال ولكنها تحتاج إلى توفر الإرادة والتعاون والوعي من قبل إدارة المدرسة والأسرة، ومنها: العلاج الدوائي، والعلاج الإرشادي والتوجيهي، والعلاج الاجتماعي.

والعلاج السلوكي من خلال مراقبة المشكلة والتعزيز الإيجابي والتعزيز السلبي والعلاج الجماعي والتحسين التدريجي والغمر والانطفاء، والعلاج المعرفي والعلاج بممارسة الهوايات ولعب الأدوار وتأكيد الذات.

الكاتب: أحمد عباس

المصدر: موقع رسالة الإسلام